الأحد، 12 أبريل 2009

مغامرات سيد أفندي في الساحل الشمالي‏‏ - الجزأ الثانى

مغامرات سيد أفندي في الساحل الشمالي‏‏ - الجزأ الثانى

دخل سيد افندي فراشه في الفيلا التي اشتراها في الساحل الشمالي ولكنه لم ينم‏..‏
اخد وضع الاستعداد للنوم وكمش رجليه وتغطي ولكنه لم ينم من بعيد كانت اصوات الموج تصله خافتة ورتيبة وموحشة‏,‏ ان البحر بالنهار يوحي بالجمال ولكنه اثناء الليل يبدو مخيفا بعض الشيء‏..‏

كانت الافكار تتلاطم في رأس سيد افندي وتمنعه من النوم‏,‏ فكر بينه وبين نفسه في الاسكندرية‏..‏

لماذا تركها وهي المدينة الحية التي لا تنام طوال شهور الصيف ولياليه‏,‏ ولماذا جاء لهذه الفيلا التي تحيط بها الرمال من كل جانب كيف سمح لزوجته ان تقنعه بشراء الفيلا وكيف سمح لها ان تدخله في دوامة الديون‏..‏

تتابعت علي ذهنه ايام الاسكندرية‏..‏ مباريات الطاولة مع عبده افندي في مقاهي الكورنيش‏,‏ سندوتشات الفول والطعمية علي البلاج لسد الجوع مؤقتا حتي ينتهي السمك من نضجه علي النار‏..‏

كيف ترك سيد افندي كل هذه المباهج وجاء هنا حيث هدوء المقابر ووحشة البعد وتجهم الرمال‏..‏

تقلب سيد افندي في فراشه وحاول عبثا ان ينام وجاءه صوت زوجته من جوف الظلام‏.‏

انت مابتنامش ليه يا سيد؟
قال سيد ـ ابدا‏..‏
قالت زوجته ـ هو ايه اللي ابدا‏..‏ انت قلقان ليه؟
قال سيد ـ مش عارف‏..‏
قالت زوجته ـ عد من واحد لعشرة وانت تنام‏..‏
لم يستجب سيد افندي لنصيحة زوجته‏,‏ وحاول عبثا ان ينام‏..‏

ولا يعرف سيد افندي ما الذي ذكره بكلمة تسونامي‏..‏ وجد نفسه يتذكر الكلمة اولا‏,‏ ثم يدخل في التفاصيل بعد ذلك‏..‏

كانت الفكرة المسيطرة عليه ـ وهو راقد في جنح الظلمة ـ ان زلزالا في البحر يمكن ان يقع‏,‏ والزلازل من الاحداث التي لا يمكن التنبؤ بها أو التحذير منها‏..‏

ماذا لو وقع زلزال في الساحل الشمالي‏,‏ ماذا لو ارتفعت الامواج عشرين مترا وسارت الرياح بسرعة‏200‏ كيلو متر في الساعة‏..‏

ماذا يفعل سيد افندي في هذه المصيبة لو وقعت‏..‏ والي اين يجري بعيدا عن البحر‏..‏

وسط هذا الظلام الكثيف المطبق‏,‏ كان سيد افندي لا يري البحر‏,‏ وقرر ان يوقظ زوجته‏..‏ اضاء نور الغرفة فاستيقظت الزوجة منزعجة‏..‏

فيه ايه يا سيد‏..‏
قال سيد‏:‏ البحر هنا فين‏..‏
قالت الزوجة‏:‏ بحر ايه اللي بتسأل عليه في نص الليل؟
قال سيد‏:‏ قولي لي بس البحر فين‏..‏

قالت الزوجة‏:‏ البحر في مطرحه زي ما هو‏..‏ كلها كام ساعة والصبح ييجي وتستحمي في البحر‏..‏ اطفي النور يا سيد‏..‏
قال سيد‏:‏ خلي النور والع‏..‏ الظلمة شكلها مخيف‏.‏
ونام سيد والنور مفتوح حتي الصباح‏.‏

في صباح اليوم التالي‏,‏ وبعد الظهيرة بساعة‏,‏ توجه سيد افندي بعد ان لبس المايوه الجديد الي البحر وجلس علي شاطئه‏..‏
انه يذكر تحذير عبده افندي له من نزول البحر‏..‏
قال له عبده‏:‏ خلي بالك من بحر الساحل الشمالي‏,‏ ده غير بحر اسكندرية‏..‏

في اسكندرية البحر امان‏..‏ مافيش تيارات ولا دوامات ولا سحب لجوه‏..‏ الساحل الشمالي غير كده‏..‏ باختصار ما تخشش جوه البحر في الساحل الشمالي‏..‏ خليك تبلبط عا الشط‏..‏

نهض سيد افندي والقي بنفسه في مياه الشاطيء‏..‏
سبح ما يقرب من مترين او ثلاثة‏,‏ ثم وقف في المياه فلم يجد ارضا يقف عليها‏..‏ وعاد يستدير نحو الشاطيء وهو يسبح بعنف‏,‏ وشرب عدة جرعات من مياه البحر وراوده احساس بانه يغرق‏..‏

كان السحب قويا ولكن سيد افندي مدفوعا بحرصه علي الحياة عاود السباحة حتي وصل الي الشاطيء‏..‏

وخرج من البحر وهو يلهث‏,‏ وقرر بينه وبين نفسه ان يكون هذا آخر عهده بهذا البحر
‏ ‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق