مغامرات سيد أفندي في الساحل الشمالي - الجزأ الثانى
دخل سيد افندي فراشه في الفيلا التي اشتراها في الساحل الشمالي ولكنه لم ينم..اخد وضع الاستعداد للنوم وكمش رجليه وتغطي ولكنه لم ينم من بعيد كانت اصوات الموج تصله خافتة ورتيبة وموحشة, ان البحر بالنهار يوحي بالجمال ولكنه اثناء الليل يبدو مخيفا بعض الشيء..
كانت الافكار تتلاطم في رأس سيد افندي وتمنعه من النوم, فكر بينه وبين نفسه في الاسكندرية..
لماذا تركها وهي المدينة الحية التي لا تنام طوال شهور الصيف ولياليه, ولماذا جاء لهذه الفيلا التي تحيط بها الرمال من كل جانب كيف سمح لزوجته ان تقنعه بشراء الفيلا وكيف سمح لها ان تدخله في دوامة الديون..
تتابعت علي ذهنه ايام الاسكندرية.. مباريات الطاولة مع عبده افندي في مقاهي الكورنيش, سندوتشات الفول والطعمية علي البلاج لسد الجوع مؤقتا حتي ينتهي السمك من نضجه علي النار..
كيف ترك سيد افندي كل هذه المباهج وجاء هنا حيث هدوء المقابر ووحشة البعد وتجهم الرمال..
تقلب سيد افندي في فراشه وحاول عبثا ان ينام وجاءه صوت زوجته من جوف الظلام.
انت مابتنامش ليه يا سيد؟
قال سيد ـ ابدا..
قالت زوجته ـ هو ايه اللي ابدا.. انت قلقان ليه؟
قال سيد ـ مش عارف..
قالت زوجته ـ عد من واحد لعشرة وانت تنام..
لم يستجب سيد افندي لنصيحة زوجته, وحاول عبثا ان ينام..
ولا يعرف سيد افندي ما الذي ذكره بكلمة تسونامي.. وجد نفسه يتذكر الكلمة اولا, ثم يدخل في التفاصيل بعد ذلك..
كانت الفكرة المسيطرة عليه ـ وهو راقد في جنح الظلمة ـ ان زلزالا في البحر يمكن ان يقع, والزلازل من الاحداث التي لا يمكن التنبؤ بها أو التحذير منها..
ماذا لو وقع زلزال في الساحل الشمالي, ماذا لو ارتفعت الامواج عشرين مترا وسارت الرياح بسرعة200 كيلو متر في الساعة..
ماذا يفعل سيد افندي في هذه المصيبة لو وقعت.. والي اين يجري بعيدا عن البحر..
وسط هذا الظلام الكثيف المطبق, كان سيد افندي لا يري البحر, وقرر ان يوقظ زوجته.. اضاء نور الغرفة فاستيقظت الزوجة منزعجة..
فيه ايه يا سيد..
قال سيد: البحر هنا فين..
قالت الزوجة: بحر ايه اللي بتسأل عليه في نص الليل؟
قال سيد: قولي لي بس البحر فين..
قالت الزوجة: البحر في مطرحه زي ما هو.. كلها كام ساعة والصبح ييجي وتستحمي في البحر.. اطفي النور يا سيد..
قال سيد: خلي النور والع.. الظلمة شكلها مخيف.
ونام سيد والنور مفتوح حتي الصباح.
في صباح اليوم التالي, وبعد الظهيرة بساعة, توجه سيد افندي بعد ان لبس المايوه الجديد الي البحر وجلس علي شاطئه..
انه يذكر تحذير عبده افندي له من نزول البحر..
قال له عبده: خلي بالك من بحر الساحل الشمالي, ده غير بحر اسكندرية..
في اسكندرية البحر امان.. مافيش تيارات ولا دوامات ولا سحب لجوه.. الساحل الشمالي غير كده.. باختصار ما تخشش جوه البحر في الساحل الشمالي.. خليك تبلبط عا الشط..
نهض سيد افندي والقي بنفسه في مياه الشاطيء..
سبح ما يقرب من مترين او ثلاثة, ثم وقف في المياه فلم يجد ارضا يقف عليها.. وعاد يستدير نحو الشاطيء وهو يسبح بعنف, وشرب عدة جرعات من مياه البحر وراوده احساس بانه يغرق..
كان السحب قويا ولكن سيد افندي مدفوعا بحرصه علي الحياة عاود السباحة حتي وصل الي الشاطيء..
وخرج من البحر وهو يلهث, وقرر بينه وبين نفسه ان يكون هذا آخر عهده بهذا البحر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق